روبوتات الدردشة.. هل تتفوق على البشر؟
روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي حققت باستمرار درجات أعلى في التفكير الإبداعي


لن يهدأ الجدل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي وقدراته الخارقة، ورغم أنه ابتكار بشري، إلا أنه أثار مخاوف حتى بين العلماء من عصر تتفوق فيه الآلة الذكية على العقل البشري.

آخر هذه المخاوف أثارتها دراسة نرويجية حديثة جاء فيها أن الذكاء الاصطناعي، وخاصة تشات جي.بي.تي 4 وروبوتات الدردشة عموما، يمكن أن يتجاوز قدرة الإنسان العادي على توليد الأفكار. وقد نشرت هذه النتائج الجديدة في مجلة التقارير العلمية.

الباحثون يؤكدون أن روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي حققت باستمرار درجات أعلى في التفكير الإبداعي غير التقليدي من البشر. وهذا يعني أنهم ولّدوا استجابات أكثر أصالة وأقل تقليدية مقارنة بالمشاركين من البشر.

وقال سيمون غراسيني، الأستاذ المشارك في جامعة بيرغن بالنرويج، الباحث الرئيسي في الدراسة، “وفقا لنتائجنا، أصبحت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي جيدة جدا في تقديم إجابات إبداعية عندما يُطلب منها أداء مهام التفكير الإبداعي التقليدية التي غالبا ما تستخدم في الأبحاث النفسية”.

وأضاف أنه من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن أداء روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي كان جيدا بشكل استثنائي، إلا أنها لم تتفوق دائما على الأداء البشري. في بعض الحالات، تمكن الأفراد المبدعون للغاية بين المشاركين من التنافس مع الذكاء الاصطناعي في توليد استجابات جديدة ومبتكرة. لذلك فإن منافسة الذكاء الاصطناعي تتطلب مهارات إبداعية خاصة لدى البشر، فالأشخاص الأكثر ذكاء هم فقط القادرون على تحدي الغزو القادم للآلات الذكية.

وذكرت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي في المستقبل كروبوتات الدردشة سيساعد البشر في وظائفهم الإبداعية، أكثر من فكرة أن الروبوتات ستحل محل البشر في هذه الأعمال، ولهذا فإنه من الأفضل التفكير في مستقبل يمكن فيه للبشر وآلات الذكاء الاصطناعي أن يتعايشوا معا دون التفكير بالضرورة في أن الآلات ستدمرنا أو ستسرق جميع وظائفنا.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل كبير جدا، ومن المرجح أن يزداد في السنوات القادمة. وبالتالي فإن كيفية تطور مجتمعنا لدمج الذكاء الاصطناعي في الوظائف البشرية هي قضية بالغة الأهمية.

في هذه الدراسة، طُلب من المشاركين، سواء من البشر أو روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، إنشاء استخدامات فريدة ومبتكرة للأشياء الشائعة مثل “الحبل والصندوق والقلم الرصاص والشمع”.

وكان لدى البشر 30 ثانية لتوليد أكبر عدد ممكن من الأفكار الإبداعية حول استخدامات هذه الأشياء. من ناحية أخرى، تم توجيه روبوتات الدردشة لتوليد عدد محدد من الأفكار (على سبيل المثال، 3 أفكار) واستخدام 1 – 3 كلمات فقط في كل إجابة. وتم اختبار كل روبوت دردشة 11 مرة.

وقد تضمنت الدراسة ثلاثة روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي هي  ChatGPT3 وChatGPT4 وCopy.Ai، إلى جانب مجموعة من 256 مشاركا من البشر.

وتم اختيار المشاركين، وجميعهم من الناطقين باللغة الإنجليزية، من منصة بروليفيك عبر الإنترنت، وتتراوح أعمارهم بين 19 و40 عاما.

وأشار الباحثون إلى أن مقارنة الإبداع على المستويات العملية بين البشر وروبوتات الدردشة تمثل تحديا، لأن روبوتات الدردشة هي في الأساس “صناديق سوداء” لا يتم فهم عملياتها الداخلية بشكل كامل.

 

المصدر: "صحيفة العرب"