شاب يمني يطلق مشروع ريادي لرصد الأوبئة بالأقمار الصناعية
عمر يطلق مشروعه للرصد الوبائي بالأقمار الصناعية


 

في اليمن، حيث تتشابك التحديات الصحية مع الظروف المناخية المتغيرة، نجح الشاب اليمني عمر في إطلاق مشروعًا رياديًّا مبتكرًا يحمل اسم "آفاق الصحة للرصد الوبائي". 

يهدف المشروع إلى استخدام صور الأقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية لرصد وتتبع الأوبئة المنتقلة عبر الماء والبعوض والحيوانات إلى الإنسان.

بدأت فكرة المشروع أثناء دراسة عمر للماجستير في الأحياء البحرية بجامعة حضرموت، حيث اقترح على مشرفه دراسة التغير المناخي في خور وادي أمبيخة باستخدام الأقمار الصناعية. 

يروي عمر: "أثناء بحثي عن إمكانية رصد أمراض الأسماك والأحياء البحرية عبر الصور الفضائية، وقع بين يدي تقرير لناسا حول رصد وباء الكوليرا والملاريا في اليمن، لكنهم يأسفون لعدم وجود خبراء محليين لنقل هذه الخبرات". من هنا، بدأ عمر التفكير في تأسيس مشروعه.

في عام 2023ØŒ أطلق عمر وفريقه المكون من خمسة أفراد شركة "حضرموت سات للاستشعار عن بعد والتكيف المناخي"ØŒ ومن ثم "آفاق الصحة للرصد الوبائي" كجزء من ريادة الأعمال المجتمعية. 

يوضح عمر: "رأينا ضرورة أن يكون الجانب الصحي جزءًا من خدمة المجتمع، وقمنا بتكوين 'آفاق الصحة للرصد الوبائي'، وتقدمنا به في زمالة الجسر لريادة الأعمال الاجتماعية، حيث حصلنا على منحة وتدريب مفيد جداً".

الأقمار الصناعية في خدمة المجتمع

يعتمد المشروع على تنزيل صور الأقمار الصناعية للمنطقة المستهدفة من أقمار مختلفة، ثم معالجتها ببرامج مثل ARCGIS ÙˆErdas Imagine. يتم أيضًا تحليل أطياف الأوبئة في مختبرات الصحة المركزية بحضرموت. تُنشر النتائج على المنصة الإلكترونية للمشروع وتُخطر الجهات المختصة بأي طارئ.

يستهدف المشروع المكاتب الصحية الحكومية ومنظمات المجتمع المدني. بحسب تقرير ناسا لعام 2022، يمكن رصد إمكانية تفشي وباء الكوليرا والملاريا قبل أربعة أسابيع، ما يتيح تقليل الوفيات وزيادة الإنتاجية للمجتمعات الفقيرة.

بالنسبة لعمر، ريادة الأعمال يجب أن تكون مجتمعية، وليست تجارية فقط، حيث أن مفهوم ريادة الاعمال الاجتماعية يبدو أكثر أهمية عندما نعيش في بلد يحتاج جهود الشباب كاليمن، يبرز عمر كرائد أعمال مجتمعي يهدف لتقديم خدمة لمجتمعه تعزز من تطوره، وتقدم حلولاً للناس في سبيل عيش حياة أفضل، لكنه وبنفس الوقت يحقق طموحه ويطور مشروعه ويحاول تأمين دخل مالي لنفسه ولأفراد فريقه الدؤوبين جميعاً. 

طموح كبير

يعمل عمر وفريقه في غرفة متواضعة، يحاولون جاهدين تطوير أنفسهم بالإمكانيات البسيطة المتاحة لهم. يطمحون للتوسع خلال الستة أشهر المقبلة في حضرموت، مع توفير طائرات الدرون للمساهمة في العمل، وجلب تمويل للانتشار في بلدان عربية أخرى. 

يقول عمر: "نسعى جاهدين لإحداث فرق في الصحة العامة من خلال التقنيات المتقدمة، ونحن على يقين بأننا سنحقق ذلك بدعم المجتمع والجهات المانحة".

مشروع "آفاق الصحة للرصد الوبائي" يجسد كيفية استخدام التكنولوجيا في خدمة المجتمع، مسلطًا الضوء على أهمية الابتكار المحلي في مواجهة التحديات الصحية العالمية.

 

#قصة_نجاح 

#طالب_يمني