اضطر الطالب محمد صالح (15 عاما) لعدم مواصلة تعليمه وهو لايزال في الصف التاسع الأساسي خلال العام الجاري، بعد توقف توزيع حصته من البسكويت التي كان يتلقاها وزملائه أثناء الراحة يوميا، بمدارس مديرية ذيبين، محافظة عمران، خلال السنوات الماضية.
يقول والد محمد لـ"طالب يمني"، إن البسكويت شجع كثير من الطلبة على الاستمرار في متابعة دراستهم، وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسرهم خلال سنوات الحرب العشر، وأي نوع من المساعدات وإن كانت محدودة تعد مفيدة في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن البسكويت يحتوي على التمر و يزيد من طاقة الطلبة وقدرتهم الاستيعابية.
عام دراسي بلا بسكويت
وتوقف توزيع البسكويت بالتمر لطلبة المدارس في غالبية مديريات محافظات أمانة العاصمة صنعاء، وصنعاء المحافظة، والبيضاء والحديدة والمحويت وتعز وحجة وذمار وريمه وصعدة، وعمران ومـأرب وإب، خلال العام الدراسي الجاري.
والعام الماضي أعلنت إدارة التغذية المدرسية والإغاثة التابعة لوزارة التربية والتعليم بصنعاء، توزيع التمرية لأكثر من مليون و100 ألف طالبا وطالبة، يتوزعون في 2903 مدرسة أساسية وثانوية في 58 مديرية، في مديريات المحافظات التي توقف التوزيع فيها خلال العام الجاري.
وسبق أن أعلن برنامج الغذاء العالمي في اليمن، إيقاف أنشطة التغذية المدرسية وتعزيز القدرة على الصمود وسُبل كسب العيش والبرامج التغذوية، لأربعة ملايين مستفيد؛ حسب بلاغ صحفي.
وجبة خفيفة
وفي ذات السياق، يحصل الطفل عبدالله علي ( 12 عاما)، على بسكويت أثناء الدوام المدرسي مقدم من الوحدة التنفيذية للتغذية المدرسية التابعة لوزارة التربية والتعليم بعدن، وبدعم من برنامج الغذاء العالمي.
يتناول عبدالله الذي يدرس في الصف الخامس باحدى مدارس محافظة لحج، البسكويت كل صباح بعد الحصة الثالثة، كوجبة خفيفة، ولم يشعر بأن هناك أعراضاً غير طبيعية، حسبما ذكره لـ"طالب يمني".
عبدالله طالب من بين آلاف الطلبة في المدارس الحكومية الأساسية والثانوية بمدينة عدن وعديد محافظات، يتلقى كل واحد منهم قطعة بسكويت بالتمر مجاناً بشكل يومي.
تواصل معد التقرير مع 15 طالبا وطالبة، من مراحل دراسية مختلفة بمحافظات الحديدة وحجة وتعز ولحج، والجميع أكدوا تناولهم للبسكويت بشكل يومي خلال العام الجاري ولم يشعروا بأي أعراض أو تأثيرات غير طبيعية؛ وهو ما أكده عديد معلمين في المدارس التي يتم توزيع البسكويت فيها.
وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية، تناقلت شائعة حول البسكويت الذي يوزع على طلبة المدارس في مديريات محدودة بعدة محافظات يمنية، زعمت فيها بأن البسكويت يحتوي على مواد كيميائية ذات تأثيرات جنسية على الطلبة.
زيادة الطاقة للطلبة
بدوره قال مصدر طبي بأن هدفه زيادة الطاقة لدى الطلبة وتشجيعهم على الذهاب إلى المدرسة.
وأوضح المصدر الطبي الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"طالب يمني"، بأن البسكويت "مضاف إليه فيتامينات ومعادن وعالي الطاقة بحسب ما هو مدون على الغلاف الخارجي وقد يكون هذا الأمر مفيدا للطلبة في حال كانت المصانع الذي تنتج هذا البسكويت أو الكميات المستوردة خاضعة لرقابة مشددة بحيث لا تكون محتوياته مضرة بالطلبة".
فحص البسكويت
من جهتها نَفَت الوحدة التنفيذية للتغذية المدرسية بعدن، احتواء مادة البسكويت (اندونسي الصنع) الذي يوزعه برنامج الغذاء العالمي على طلبة المدارس على مواد كيميائية.
وأوضحت في بيان، تابعه #طالب_يمني أن هيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة تقوم بفحص كل شحنات مادة البسكويت المدعوم من برنامج الغذاء العالمي، مؤكدة أن لديها شهادات إجازة المنتج من الهيئة.
استغناء عن "الصيني"
وفي وقت سابق من العام الجاري، حثت الوحدة التنفيذية للتغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم بعدن الجهات الداعمة للتغذية المدرسية (بسكويت عالي الطاقة) بإعادة النظر في منتج البسكويت الصيني، والذي ظهر جليا للعيان -وبحسب شكاوى عدة من الطلبة ومدراء المدارس المستهدفة- بأنه عكس منتج البسكويت الاندونيسي أو المحلي، من حيث الجودة والمذاق المستحب.
وأوصت بإعادة رفد المدارس بمنتج البسكويت عالي الطاقة (الإندونيسي أو المحلي)، لما يتحلى به من جودة في الطعم والفائدة واستساغته من قبل طلبة المدارس المستهدفة، والاستغناء عن المنتج الصيني.