رغم جهود الأمهات.. مبادرات تحفيزية لتشجيع الالتحاق بالفصول الدراسية في عمران

عمران أوبزرفر & طالب يمني Yemeni// تقرير/

صالح حسين:


يرتدي محمد (15 عاما) ملابس بلون الشوكولاته ويحمل حقيبة زرقاء على ظهره، ويذهب باكراً صباح كل يوم، إلى مدرسته القريبة من مخيم النزوح شرقي مديرية خمر، محافظة عمران، بتشجيع واهتمام من والدته، منذ وصوله مع أسرته إلى المدينة قبل ست سنوات، نازحا من مديرية حرض، محافظة حجة، نتيجة للحرب. 


يقول محمد الذي يدرس في الصف السابع لـ"طالب يمني"، و"عمران أوبزرفر"، إن "مدرسته تعاني من إزدحام الطلبة ونقص المناهج الدراسية وغياب الوسائل التعليمية والانشطة خارج المدرسة".


صعوبة الحصول على التعليم


وتشهد مخيمات النازحين وضعًا صعبًا في كافة الجوانب الخدمية، ولكن الأكثر صعوبة هو التعليم، إذ أفادت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات  النازحين في اليمن، أن إجمالي عدد الأطفال النازحين في سن التعليم، بلغ 491,600، منهم 246,499 ذكور و245,101 إناث و2253 طالبًا غير ملتحق بالتعليم في مخيمات النازحين بسبب أن المدارس مدمرة، إضافة إلى 1783 طالبًا في المخيمات غير ملتحقين بالتعليم بسبب عدم توفر فصول إلحاقية في المخيم.


وقالت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، في تقرير لها بشأن تأثير النزاع على تعليم الأطفال في اليمن، إن القلق يتزايد لأن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس أو الذين تسربوا من مدارسهم في الآونة الأخيرة، قد لا يعودون للدراسة إطلاقًا إذا لم يتم دعمهم بشكل صحيح.


وأضافت المنظمة أن أكثر من 523,000 طفل نازح في سن الدراسة، يعانون من صعوبة الحصول على التعليم بسبب عدم وجود مساحة كافية في الفصول الدراسية الحالية.


تعليم الامهات


وأظهرت دراسة يمنية حديثة للعام 2022، حصل "طالب يمني" و"عمران أوبزرفر"، على نسخة منها، أن 21.3 % من أمهات الاطفال النازحين والمهمشين بمديرية خمر، يتمتعن بمستوى تعليمي جامعي وثانوي وأساسي ويجدن القراءة والكتابة، مقابل 78.7% أميات.


وبينت الدراسة التي حصل بموجبها الباحث حافظ البدوي، على درجة الماجستير من جامعة صنعاء، أن 85.5% من آباء الاطفال النازحين والمهمشين، حصلوا على تعليم جامعي وثانوي وأساسي ويجيدون القراءة والكتابة، مقابل 24.5% منهم أميون.


مبادرات تحفيزية


ومع ذلك لاتزال الحاجة ماسة لتنفيذ مبادرات تحفيزية لتشجيع الأطفال النازحين والمهمشين للالتحاق بالفصول الدراسية، وتوعية أولياء الأمور بأهمية تعليم الاطفال والحاقهم بالمدراس، من خلال الانشطة التي يجب على كافة المنظمات والجهات الداعمة التركيز عليها؛ حسب ما يؤكده الباحث حافظ دحان، في رده على "طالب يمني" و"عمران أوبزرفر".


إدماج


وعلى الرغم من ذلك فإن إدماج الاطفال النازحين و المهمشين تعليميا ومجتمعيا يعد ضرورة للحد من المشكلات التي من أبرزها الامية المرتفعة؛ حسب تأكيد الاخصائية الاجتماعية بمدرسة الزهراء في العاصمة صنعاء، هناء الصليلي، لـ"طالب يمني".


 وتضيف: الاطفال النازحين والمهمشين موجودين في كافة المدارس وأعطيت لهم امتيازات، من بينها مراعاة حالاتهم في المدارس الملتحقين بها وتقديم العون والمساعدة لهم وتوفير احتياجاتهم.


عدالة اجتماعية


ويؤدي التحاق النازحين والمهمشين بالتعليم المدرسي أو الجامعي إلى تحقيق حالة من التوازن النفسي والاجتماعي لدى الملتحقين، وبالتالي تحقيق العدالة الاجتماعية وذهاب الفوارق التمييزية بين الافراد، بما يعزز حقوق المهمشين اجتماعياً؛ حسبما قاله الدكتور عبدالخالق حندة خميس، أستاذ علم النفس الاكلنيكي بجامعة صنعاء، في حديثه لـ"طالب يمني".


دعم المدارس


دعم المدارس لتطوير بيئات التعليم في المناطق التي يوجد فيها أعداد كبيرة من النازحين والمهمشين؛ كانت أحدث ما أوصت به دراسة حديثة حول "إيصال أصوات المهمشين"، أعدها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، في سبتمبر من العام الماضي. 


وخلصت إلى أن "هناك حاجة إلى فهمٍ أفضل للأسباب التي تجعل التحاق البنين بالمدارس وأداءهم فيها أقل من عدد الفتيات".


واعتبرت أن "التعليم يُعد عنصراً أساسياً في الحراك الاجتماعي والتمكين الاقتصادي".


تقديرات


وتتباين تقديرات أعداد المهمشين في اليمن تبايناً جذرياً، إذ تتراوح بين 500 ألف إلى 3.5 مليون نسمة، يتركّزون في الأحياء الفقيرة المحيطة بمدن اليمن الرئيسية. 


وبحسب الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقراً، فإن التعداد السكاني للمهمشين بلغ حوالي 3.5 مليون في مختلف محافظات البلاد؛ أي ما نسبته 12% من إجمالي سكان اليمن.


*ينشر بالشراكة بين "طالب يمني"، و"عمران أوبزرفر"