قرار الامتحانات المركزية المفاجيء بصنعاء يصدم الطلبة والمعلمين
صنعاء/ طالب يمني / نجيب علي العصار

 قلق وتوتر وخوف وضيق وعدم ارتياح سيطرت على الطالبة (ندى قاسم 14 عاما)، بأول يوم امتحاني خلال الفصل الدراسي الأول للعام 2022- 2023، بصنعاء.

تقول ندى التي تدرس في الصف السابع الأساسي  لـ"طالب يمني"،" لست مستعدة بالقدر الكافي لإداء الامتحانات لعدم توفر الكتب الدراسية وعدم تمكن المدرسين من استكمال تدريس المنهج الجديد، الذي استبدل في الشهرين الأخيرين من الفصل الدراسي الأول، بالإضافة إلى القرار المفاجئ بتحويل نظام الامتحان من نظام النقل الاعتيادي إلى النظام المركزي الوزاري".

عبء وقلق

وعلى الرغم من شكاوى عديد معلمين في العاصمة صنعاء من عدم استعداداتهم لخوض إمتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الجاري؛ فإن ماجد السماوي، ولي أمر الطالب شادي الذي يدرس في الصف السادس، وصف قرار وزارة التربية والتعليم الذي يقضي بإلغاء مناهج التعليم المطبوعة قبل عام2023 -2022 خصوصا مواد القرآن والإسلامية واللغة العربية والتاريخ والوطنية والجغرافيا، ويلزم الطلبة بشراء المناهج الجديدة غير المتوفرة في المدارس "بالغريب والصادم".

وأوضح السماوي لـ"طالب يمني"، أن المدارس أبلغت أولياء الأمور بهذه التوجيهات مع اقتراب موعد الاختبارات بفترة وجيزة، تاركة العبء على الطلبة والمدارس، فيما الوزارة تسعى عبر هذه الخطوة لتضمين التعديلات التي استحدثتها في المناهج التعليمية والتي تخشى من عدم التزام المدارس بتدريسها.

عبث ومعلمون جوعى

أما لؤي صلاح - اسم مستعار- لمدرّس يعمل في إحدى مدارس أمانة العاصمة صنعاء، فقال لـ"طالب يمني"، إن " قرار مكتب التربية والتعليم بأمانة صنعاء، بتحويل امتحانات الصفوف السادس والسابع والثامن من نظام النقل إلى النظام الوزاري المركزي سبب إرباكًا للمعلمين والطلبة على حد سوآءا ولا يخدم العملية التعليمية برمتها".

وأضاف:" المشكلة أن قرار تعديل المنهج لبعض المواد الدراسية، كان قبل اتخاذ قرار تغيير نظام الاختبارات بأسبوعين، الأمر الذي يعني أن المُدرس نفسه يحتاج إلى إرشاده وفهمه لمحتوى المنهج المعدل".

وتابع:" من الأجدر الاهتمام بالوضع المعيشي للمعلم بعد انقطاع راتبه، لا أن تتخذ قرارات عبثية كهذه قد تصيب التعليم بمقتل".

ولفت إلى أنه "وغالبية المعلمين لا يجدون قوت يومهم وينامون هم وأولادهم يتضورون جوعا".

"فوبيا" الامتحانات

ومع بدء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول أو نصف العام، تتزايد مظاهر القلق والاكتئاب والتوتر لدى الطلبة في الظروف الاعتيادية، إلا أن الوضع هذا العام اختلف بسبب زيادة الضغوط النفسية على طلبة وطالبات الصفوف "السادس والسابع والثامن" في أمانة العاصمة صنعاء؛ حسب ما أكده مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة صنعاء، عبد القادر المهدي، خاصة بعد قرار إجراء امتحانات طلبة الصفوف السادس والسابع والثامن بشكل مركزي، ولأول مرة.

ونفى المهدي لـ"طالب يمني"، بشكل "قاطع" صحة الادعاءات بشأن الخطوة التي أتخذها مكتب التربية والتعليم بإجراء امتحانات طلبة الصفوف السادس والسابع والثامن من التعليم الأساسي بشكل مركزي، على أنها جاءت لتضمين التعديلات التي استحدثت في المناهج التعليمية خشية عدم التزام المدارس بتدريسها.

وأضاف المهدي: القرار جاء بعد دراسة متأنية مع مدراء المناطق التعليمية، لإنعاش العملية التعليمية والنهوض بها في المدارس بعد أن أخفقت في مستوى الأداء وشاب بعضها نوعا من القصور والترهل خلال فترة الشهرين الأولى من بدء الفصل الدراسي الأول للعام ١٤٤٤ه‍. ولفت إلى أنه تم توزيع 40 في المائة من المنهج الدراسي على المدارس الحكومية خلال تلك الفترة، و لم يتم توزيعه متأخراً؛ حد قوله.

وبيّن أن القرار هدفه التقييم والمراجعة والقياس لمستوى الأداء للعملية التعليمية في مدارس الأمانة، وعلى ضوء  ذلك سيتم تقييم النتائج وتحليلها، والتي ستظهر مستويات الطلبة ومدى تحصيلهم الدراسي، ومن ثم معرفة أوجه القصور ومعالجتها على مستوى المدارس والمناطق التعليمية بما يسهم في جودة التعليم.

عوائق وصعوبات

وعن سير الامتحانات دون عوائق وصعوبات، قال المهدي، إنه تم استكمال ترتيبات إجراء الاختبارات النصفية من "السادس حتى الثامن" بشكل جيد، لما يقارب مائتي ألف طالبا وطالبة في كافة المدارس الحكومية والأهلية، وعبر كنترول مركزي بالمنطقة التعليمية ومكتب التربية بالأمانة، يشتمل على 28 مركزا تصحيحا، موكداً أن الاختبارات النصفية ومواضيع المقررات ستكون موحدة من صف سادس إلى ثامن على مستوى الأمانة.

وطمأن المهدي، أولياء أمور الطلبة أنه في حال وردت أي أسئلة في الاختبارات من الوحدات التي لم تتمكن بعض المدارس من استكمالها و شرحها للطلبة، فسيتم إلغاؤها بموجب محضر من المدرسة ولجنة الاختبارات وستحتسب درجاتها لصالحهم.

وكان مكتب التربية والتعليم في صنعاء، وجه المدارس الحكومية والأهلية أواخر أكتوبر الماضي، بإجراء امتحانات مركزية لطلبة الصفوف (السادس والسابع والثامن) للتأكد من تدريس مناهج التعليم قبل عام2023 -2022 خصوصا مواد القرآن والإسلامية واللغة العربية والتاريخ والتربية الوطنية والجغرافيا.

وحسب التوجيهات فان عمليات التصحيح للاختبارات ستكون بإشراف مكاتب التربية وفق نماذج الإجابة المعُدة سلفاً.
وفي وقت سابق؛ أعلنت وزارة التربية والتعليم بصنعاء، أنه سيتم بدء الاختبارات المدرسية لنهاية الفصل الدراسي الأول لجميع المراحل الدراسية، السبت( امس الاول) ١٨ ربيع الآخر ١٤٤٤ هجرية، الموافق ١٢ نوفمبر ٢٠٢٢م، على أن تبدأ إجازة منتصف العام الدراسي يوم الأربعاء ٢٩ ربيع الآخر الموافق ٢٣ نوفمبر الجاري.

مشكلة مزمنة

ولاتزال العملية التعليمية بمدارس المحافظات والترتيبات لاختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام ١٤٤٤ه‍، كماهي عليه في السنوات السابقة دون تغيير يذكر.

وقال محمد العرامي، مدير مدرسة الثورة بمدينة ذمار، التي يدرس فيها ما يقارب 600 طالبا وطالبة، لـ"طالب يمني" إن الامتحانات النصفية لهذا العام تم الاستعداد لها بوتيرة عالية، وتجرى كالعادة وفقا لما تم تدريسه وشرحه للطلبة والطالبات.

ويرى العرامي، أن الكتاب المدرسي "غير متوفر"، وسيظل مشكلة مزمنة في تؤرق جسد العملية التعليمية في اليمن.

دعم نفسي يحد من القلق

 ومع ذلك تعرض كثير من الطلبة للقلق المرتفع في الأيام الأولى من الاختبارات، من الاختبارات المركزية، كونهم لم يكونوا مستعدين لها، بما يؤدي إلى ضعف نتائج البعض ثم وبمجرد أن يتعودوا عليها سيبدأ بالتناقص التدريجي حتى يعودوا إلى المستوى  المقبول؛ حسبما أكده الاخصائي النفسي في ثانوية جمال عبد الناصر النموذجية للمتفوقين بأمانة العاصمة صنعاء،الدكتور مطهر صوفان لـ"طالب يمني".

وأوضح صوفان أن الدعم النفسي والتفاؤل والتشجيع من قبل الأهل والمحيطين، والتحدث مع الطلبة بإيجابية، وإعطائهم الثقة بدل الصراخ والتوبيخ والتأنيب وسَلبهم ثقتهم بأنفسهم، هي من الأمور التي تساعد على التخفيف من أعراض القلق السلبية.

وجزّم بأن خطوة التربية بإجراء الامتحانات في أمانة العاصمة صنعاء مركزيا لها جوانب إيجابية تقود إلى رفع واقع التعليم في اليمن على المستوى البعيد لا سيما إذا تم اتخاذ خطوات أخرى ومعالجة جميع الاختلالات بشكل متزامن.
ويرى أن من أهم الخطوات هي توفير المرتبات بما يرضي المعلم في المدارس الحكومية أو الأهلية كون المعلم هو حجر الزاوية وعليه تقوم العملية التعليمية.

#حصة_دراسية 
#طالب_يمني