"الإنمي" رحلة مستقبلية.."عشريني" يمني يقتحم عالم الروبوت والذكاء الاصطناعي

صنعاء/طالب يمني/حاشد الشبلي:


لم يكن "محمد" يكتفي بمشاهدة مسلسلات الإنمي للمتعة والحماس؛ فقد وظفها للنظر إلى عالم مستقبلي مبني في مخيلته، أنظمة الروبوت والذكاء الاصطناعي هما من كانا يشغلا تفكيره كل ما نشاهده. 


محمد جمال أحمد "21" عاما طالبٌ يدرس بقسم الذكاء الإصطناعي، في جامعة الرازي الأهلية بصنعاء، قادما من محافظة ريمة، تميز محمد في تخصصه وحصل على المركز الأول للعام الثاني على التوالي، ما جعله أكثر يقينا بأن المستقبل هو لنظام الذكاء الاصطناعي . 


يقول محمد لـ"طالب يمني"، "لقد كنت من مدمني أفلام الخيال العلمي، و شاهدت الكثير منها أثناء طفولتي وفي مرحلة الثانوية كانت تثيرني التقنيات والروبوتات والاختراعات وكمية التقدم التكنولوجي في تلك الأفلام". 


ويضيف: "في كل حلقة من مسلسلات الانمي كان يكبر بداخلي حلم في مدى قدرتي على التعامل مع هذه التقنيات، أو إجادة صناعتها، وبدأت هوايتي ورغبتي في أن أكون بالمستقبل مخترع أو مبتكر  أو مطور في هذا المجال". 


تمرد "محمد" على التخصصات السائدة في مجتمعه كما يقول ولم يقبل فكرة الإلتحاق بالاقسام الطبية أو التجارية كما هو سائد لدى شباب قريته و أصدقائه وكثير من أقربائه. 


فرض التخصص المشهور 


ويتابع:" لقد كان إختيار التخصص أمر صعب، لكونه جديد في المجتمع المحيط بي، وكذلك في اليمن بشكلٍ عام، ومن ناحية أخرى أعتبر أنا و زملائي أول دفعة تتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، و كان الأهل والأصدقاء والأقارب  ينصحوني بالجانب الطبي أو التجاري؛ لكن لم تكن لدي الرغبة الكامله في كلا التخصصين، ما جعلني أواجه صعوبة بسيطة نوعاً ما في إقناع الوالد بذلك؛ لكن مع إصرار الوالد وافقت على الإلتحاق بالجانب الطبي وقدمت في جامعة صنعاء، لكني لم أتوفق في الالتحاق بأي تخصص طبي رغم محاولاتي الجدية في الأمر".


ويواصل حديثه: "لا أخفي عليكم كم كنت سعيدا بذلك رغم الحزن الذي ظهر على وجه والدي". 

واستطرد: " هذا الأمر جعلني التحق بجامعة الرازي؛ ولكن هذه المرة كنت أنا من أختار التخصص، وبالطبع التحقت بقسم الذكاء الاصطناعي وكنت على تخيل مستمر  بأفلام الإنمي التي كنت اشاهدها في طفولتي وأتعرف على كيفية صناعتها". 


نجاح السعي 


"محمد" في التخصص الذي يريد كما يقول، إضافة لوصوله إلى حلمه منذ صغره، وهناك حافز شخصي لأول مرة يحدث معه فيقول : " لقد كان أكثر ما يدفعني لهذا التخصص هي رغبتي الكاملة في ذلك، وحلمي منذُ الصغر كذلك لا أنسى حديث رئيس قسم الذكاء الاصطناعي عن هذا المجال، والمستقبل الباهر الذي ينتظر رواده، والذي يعتبر المرشد والموجه لي والداعم الأساسي في الاستمرارية، كذلك والدي العزيز الذي يؤازرني في كل نجاح، ويشجعني ويدعمني بكل قوة للنجاح، و أن كنت قد وصلت لشيء فهو بفضل الله ثم بفضل والدي العزيزين". 


ويضيف: حققت الكثير من النجاح في هذا المجال، ثلاثة برامج عملت على تطويرها، وكذلك الكثير من المواقع الإلكترونية التي أستطيع تصميمها، و أنا الآن عضو في نادي مطوري جوجل، وعضو في نادي نهج للذكاء الاصطناعي، و أصبحت عضو في نقابة تكنولوجيا المعلومات في اليمن. 


مستقبل يخرج من الظلام


الذكاء الصناعي مسقبل مشرق كما يراه محمد وكفاح يفرض عليه الوصول إليه فهو المستقبل الآن، إضافة إلى ذلك يعتبر الثورة الصناعية الرابعة، وكل العالم الآن يشتغل عليه. 


ويتابع بإعجاب: " أكبر الشركات في العالم مثل جوجل وأمازون وسامسونج، وشبكات التواصل الإجتماعي والكثير يعملن على الذكاء الاصطناعي، وكذلك الأجهزة الذكية ألتي في أيدينا طوال الوقت تعمل أغلب تطبيقاتها على الذكاء الاصطناعي". 


ينظر محمد لمستقبل هذا التخصص في اليمن بشكلٍ إيجابي على الرغم من شحة توافر مجال التوظيف في مثل هذه التخصصات فيقول: " في الوقت الحاضر بدأت كثير من الشركات تطلب متخصصين في الذكاء الإصطناعي، نعم إن ذلك ليس بالقدر الكافي؛ ولكن كل شي له بداية والبداية لا تكن سهلة مطلقاً، ولكنني أؤمن أن فرص هذا المجال كبيرة جداً". 


وبسخرية يقول: هناك كثير يسألوني عن سبب تخصصي في مجال الذكاء الاصطناعي رغم عدم توفر  فرص عمل فيه ولا مستقبل له في اليمن؛ فأجيبهم نعم لم يتوفر له الآن؛ لكن أنا في هذا المجال إذن الفرص كبيره والمستقبل واعد. 

ويدعو  محمد كافة الشباب المقبلين على مواصلة التعليم العالي في أي تخصص بالتخلص من المحبطين ويلتحقوا في أي تخصص يرغبون به.


#قصة_نجاح 

#طالب_يمني