أرياف اليمن.. غياب مدرسي المواد العلمية يهدد مستقبل ملايين الطلبة

طالب يمني/ حاشد الشبلي:


يمر التعليم في أرياف اليمن التي يسكنها أكثر من 70% من إجمالي عدد السكان، بأسوأ مراحله؛ ما يهدد مستقبل ملايين الطلبة المحملين بمخرجات تعليمية متدنية، نتيجة غياب معلمي المواد العلمية، والذي ينعكس سلبًا على العملية التعليمية في الجامعات، كنتيجة حتمية لعدم وجود اهتمام بجودة التعليم الذي يحصل عليه الطلاب في المدارس الحكومية في الأرياف وبعض المدن أيضًا؛ حسب ما ذكره الصحفي فايز العامري لـ"طالب يمني ".


ويضيف: " أن المبادرات المجتمعية لدعم التعليم، ستشكل نقله نوعية للعملية التعليمية، وتزيد من تحسين جودة التعليم، لتنتج مخرجات طلابية متميزة، مؤهلة لمواصلة التعليم العالي بكفاءة عالية، وقدرة على اجتياز اختبارات القبول. 


ويردف: المتابع لنتائج الثانوية العامة خلال العام الماضي 2022 والأعوام الستة الماضية، سيدرك التأثير الكبير الذي خلفته الحرب على التعليم الحكومي، إذ تصدرت المدارس الخاصة ونسبة ضئيلة من المدارس الحكومية للمتفوقين بأمانة العاصمة، قوائم أوائل الجمهورية، كما لو أن العملية التعليمية قائمة فقط في المدارس الخاصة سواء بأمانة العاصمة أو في المدن الأخرى. 


شلل التعليم

ورغم ذلك الوضع الا أن ظهور المبادرات المجتمعية كان له دور في البحث عن حلول تنتشل العملية التعليمية من واقعها الميت؛ كما حصل في مجمع القدمة التربوي، بعزلة الابارة، مديرية مزهر، محافظة ريمة.


يقول محمد إسماعيل الأبارة أحد أبناء عزلة الابارة لـ"طالب يمني"، إنه "عندما شعرنا بشلل العملية التعليمية في عزلة الأبارة، أجمع الشرفاء من المقتدرين على تشكيل لجنة للإرتقاء بالتعليم من التربويين والمهتمين من الوجهاء في المجتمع، و رجال الأعمال". 


ويضيف: استطعنا تحديد موازنات مالية كحوافز للمدرسين وتنظيم عملية التحصيل والصرف، إضافة إلى ذلك الحوافز للطلبة المتفوقين وتنظيم دعم الأنشطة المختلفة. 


وساعدت هذه المبادرة في إعادة المدرسين المتسربين واستحضار مدرسين للتخصصات التي لم تكن متوفرة في مجمع القدمة التربوي، وتم تنظيم المتابعة والتقييم عن طريق هذه اللجنة المشكلة من المجتمع والمعنيين في التربية للإشراف على الهيئة التدريسية، و إعادة زخم التعليم إلى الوضع الذي يفترض أن يكون عليه. 


دمج وصعوبات

بدوره أفاد مجاهد جوبح مدير مجمع القدمة التعليمي، لـ" طالب يمني"، إنه عمل على دمج المرحلة الأساسية في مدرسة 22 مايو من الصف "6_9" الأساسي وإلحاقهم بالمجمع لتوفير بيئة تعليمية يستفيد منها عدد كبير من الطلبة وفق الإمكانيات المتوفرة بجهود المجتمع، وإيجاد كادر تربوي متميز لمجمع القدمة، من خلال الدعم المجتمعي. 


ويضيف: يمتلك المجمع هيئة تدريسية تتكون من "11" مدرساً أساسياً، و" 6"مدرسين متطوعين، وبهذا أستطاع  مجمع القدمة النهوض مرة أخرى، بدعم المجتمع ورجال الأعمال المهتمين بالعملية التعليمية، وأصبح المجمع المركز الأول على مستوى المديرية. 


 وتابع: "نواجه صعوبات في توفير الكتب الدراسية، والتي تتناقص كل عام نتيجة لتلف الكتب الدراسية التي تستخدم من عام إلى آخر، إضافة إلى ذلك تغيير بعض المناهج الدراسية التي لا نستطيع توفيرها للطلبة، و أحياناً نلجأ إلى اللجنة التعليمية المجتمعية لتوفير الكتاب المدرسي، ونتواصل مع إدارة التربية بالمحافظة وكليهما يذللون لنا بعض الصعوبات". 


واقترح جوبح دمج بعض المدارس الثانوية المتقاربة للاستفادة من الكوادر التربوية في المواد العلمية، بما يساعد الطلبة بالحصول على حصص الرياضيات واللغة الانجليزية والكيمياء والأحياء والفيزياء، كحل مؤقت حتى يتم التوصل إلى حلول دائمة. 


ودعا إلى دعم عديد طلبة من أبناء المحافظة من قبل المجتمع المحلي خصوصًا فاعلي الخير والمغتربين، لدراسة التخصصات العلمية في جامعتي الحديدة وصنعاء، ليعودوا للعمل في المدارس وتغطية الاحتياج في المحافظة.


حلول إيجابية 

ومع ذلك؛ فإن مدير إدارة  التربية والتعليم بمديرية مزهر حامد الحاج، أقر لـ" طالب يمني"، بأن القطاع التعليمي في محافظة ريمة واليمن عمومًا، يعاني من تدني شامل نحو مستويات تنذر بانهيار المنظومة التعليمية؛ لكن لا يزال الأمل قائم لإيجاد حلول إيجابية لمشاكل التعليم لا سيما صرف رواتب المعلمين، ما سيسهم في تلقي الطلبة لمخرجات تؤهلهم للدارسة الجامعية، وعودتهم لتغطية نقص معلمي المواد العلمية في المحافظة.


ويضيف: تضم مديرية مزهر أكثر من "104"مدرسة حكومية موزعة على "8" عزل مختلفة، فيها أكثر من "15.305" طالبًا وطالبة، يعمل فيها أكثر من "100.8" مدرساً، إلا أن المديرية لاتزال تفتقر إلى وجود هيئة تدريسية متكاملة خصوصا في التخصصات العلمية. 


ويتابع: 30% من المعلمين اتجهوا إلى أسواق العمل، وتركوا مهنة التدريس، للبحت عن مهن أخرى ليواجهوا شظف العيش، وإن كانت بعضها منها لا تتناسب مع قيمة المعلم ومكانته في المجتمع، أثر ذلك على تسرب عدد كبير من الطلبة إلى المدن إما لمواصلة التعليم للأسر المقتدرة أو للعمل في مساعدة آبائهم في مواجهة مصاعب الحياة، وهذا شكل خطر كبير على العملية التعليمية. 


ويشير إلى أن مبادرة المجتمع لدعم العملية التعليمية في المديرية، ساعدت في توفير هيئة تدريسية متكاملة لبعض المدارس، والبعض الآخر لا يزال يعاني شحة الدعم المجتمعي، وهروب الهيئة التدريسية من الإلتزام بالتدريس، حتى نجد حلول مناسبة تساعد في تأمين دعم مادي مستدام للعملية التعليمية.


#حصة_دراسية 

#طالب_يمني