رغم إزدحام رصيف البطالة.. تخصصات جامعية لاتلبي رغبات طالبات سقطرى

تشكو الطالبة اليمنية عفاف سيف معاناتها في اختيار التخصص الجامعي، بعد إتمام المرحلة الثانوية العامة في محافظة أرخبيل سقطرى.


وتقول عفاف لـ"طالب يمني"، إنها بعد تخرجها من الثانوية العامة عام 2015م اضطررت للتوقف عن الدراسة أربع سنوات بسبب عدم رغبتها في دراسة أي من التخصصات المحصور والمتوفرة في سقطرى، والتي لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة.


وتضيف: في العام الخامس اضطررت للحفاظ على صلاحية شهادة الثانوية العامة، والتسجيل للدراسة في تخصص اللغة الإنجليزية، واستمريت لعامين لكن الدراسة لم تكن عن رغبة بل اضطراراً للحفاظ على شهادتي حتى تسنح لي الفرصة للدراسة في التخصص الذي أهواه وتتهيأ لي الظروف.


وتتابع: بفضل الله سنحت لي الفرصة، وتمكنت من السفر إلى خارج الجزيرة بعد مضي سبع سنوات من تخرجي من الثانوية العامة، وها أنا أدرس الإعلام.. التخصص الذي كنت أحلم به بعد أن عانيت لسنوات، وانقطعت عن الدراسة، ودرست مالا أرغب بدراسته، بسبب إنعدام التخصصات الجامعية.. ست سنوات لم تكن بالهينة من عمري كطالبة.


وتواصل عفاف حديثها عن زميلاتها اللاتي حرمن من الدراسة في تخصصات يرغبن بها بقولها: قد يكون الحظ حالفني ولو متأخراً، إلا أنني أشكل حالة أفضل من بين الكثير من زميلات دفعتي اللاتي تقطعت بهن السبل، وتسبب غياب التخصصات الجامعية في سقطرى بحرمانهن من مواصلة تعليمهن الجامعي.

ويبلغ عدد طلبة الثانوية العامة في الارخبيل 2015 طالبا وطالبة حسب آخر إحصائية للعام 2020.


معاناة

ويرمي غياب التخصصات الجامعية بثقله على الطلاب الراغبين بمواصلة تعليمهم الجامعي، لكن المعاناة تكون أكبر أمام طالبات المحافظة مقارنة بالطلبة كونهن الأكثر تضرراً منه لعدم قدرتهن على السفر للالتحاق بالجامعات في المحافظات الأخرى؛ حسب ما رصدته معدة التقرير.


بطالة الخريجين

وفي ظل غياب التخصصات الجامعية النوعية في كثير من الكليات إلا أن التخصصات الأخرى المتوفرة حالياً تبقى مهددة بالإغلاق، إذ تشكو الكليات من الأزمات المادية، و اضطرت كلية التربية الوحيدة في سقطرى بنظام البكالوريوس وتخصصاتها الثلاثة أواخر العام المنصرم إلى الانتقال من مبناها المستأجر إلى إحدى المدارس، بسبب العجز عن دفع الإيجار، وانتقلت إلى إحدى المدارس بناء على إتفاقية تفاهم مع مكتب التربية.


وتبقى الدراسة في تلك التخصصات محصورة أمام احتمالات ضئيلة بتوفر فرص العمل لخريجيها بسبب تكدسها وزيادة أعداد الخريجين من تلك الأقسام في المحافظة، وانتشار البطالة لدى الخريجين منها، ليظل طلبة الثانوية العامة يواجهون ذات المصير المحتوم المشابه لمصير أولئك الخريجين العاطلين عن العمل؛ حسب ما ذكره أحد الخريجين لـ"طالب يمني". 


عادات وتقاليد 

أما الطالبة هناء سالم التي أكملت الثانوية عام 2021-2022، فترى أن انعدام التخصصات الجامعية في سقطرى يشكل قلقاً لدى الطالبات والذي ننصدم بواقع مغاير لطموحاتنا في الدراسة المستقبلية، ونبقى محصورين في ثلاثة تخصصات تربوية موزعة على (دراسات إسلامية، اللغة العربية والإنجليزي) وعدد مماثل للتخصصات في كلية المجتمع.


وتضيف: من أرادت من الطالبات مواصلة دراساتها في العلوم الأخرى تبقى محاطة بكومة معاناة من السفر وتكاليف الدراسة خارج المحافظة، إضافة إلى بعد الأسرة عن أماكن الدراسة، والعادات والتقاليد التي تقيد سفر الفتاة إلى خارج مجتمعها لمواصلة الدراسة، وهذا شكّل عائقاً أمامي كواحدة من الطالبات، ويبقى مستقبلي الجامعي مجهولاً نتيجة تلك المعاناة التي فرضتها علينا غياب الجامعات والتخصصات الطبية والإدارية في سقطرى؛ حسب ما ذكرته لـ"طالب يمني".


وتتابع: كان طموحي أن أتخصص في الطب لكنني انصدمت بمعاناة أخرى شكلت صدمة لي في مواصلة مشواري الجامعي من عدم قدرتي على مواصلة التعليم في التخصص الذي أرغب وأطمح فيه كون الأعراف المجتمعية تبقى عائقاً أمام سفري كفتاة لمواصلة التعليم خارج الجزيرة، وعدم وجود تخصصات دراسية في سقطرى جعل من الطموح مجرد حلم يصعب تحقيقه.


وتناشد الحكومة ووزارة التعليم العالي والجهات المختصة، بالنظر إلى مستقبل المئات من طالبات الجزيرة اللآتي يحرمن من مواصلة التعليم الجامعي بسبب غياب التخصصات الجامعية، وما تمر به اليمن من ظروف أمنية  وإقتصادية تعيق مواصلتهن للتعليم، وتدفعهن لدراسة تخصصات تخالف الرغبة والطموح الذي يحلمن بتحقيقه يوماً من الأيام. 


دراسة إجبارية 

بدورها تعتبر الطالبة نورة جمعان هي الأخرى أن غياب التخصصات الجامعية بعد تخرجها من الثانوية العامة عام 2016 وقف عائقا أمام تحقيق حلمها في دراسة الحقوق، إضافة إلى الظروف المادية لأسرتها التي لم تمكنها من الدراسة في التخصص الذي ترغب به، لعدم توفره في المحافظة، وكون الدراسة فيه تتطلب منها السفر إلى خارج سقطرى، فاضطررت مجبرة على دراسة تخصص لغة عربية في كلية التربية؛ وفق ما ذكرته لـ"طالب يمني ". 


ينشر بالشراكة بين "طالب يمني" و"قشن برس"