يمتلك صوتًا عذبًا.. أحمد أبو عسر يتحدى الإعاقة ويدير قناته على "يوتيوب"
أحمد أبو عسر

طالب يمني / صنعاء / حاشد الشبلي:


 الحواس الخمس ليست لوحدها عاملاً لتحقيق النجاح، كما أن فقدان البصر ليس عائقا، ولكن الإرادة تذلل الصعاب؛ حسب تعبير الطالب اليمني أحمد أبو عسر "22" عاماً، الذي يدرس في المستوى الثالث بكلية الإعلام، جامعة صنعاء.

يقول أحمد لـ"طالب يمني "، إنه "يتعامل مع فقدانه للبصر كعامل ثانوي للإستمرار في تحقيق أحلامه، ورغم المعوقات يتميز في دراسته الجامعية سعيا نحو النجاح". 


يعمل أحمد على تدريب مدربين في إستخدام وتدريب لغة برايل الخاصة بالمكفوفين، لدى منظمات عدة تعمل على تعليم المكفوفين، وإلى جانب إرادة أحمد القوية نحو تحقيق النجاح، فإنه يمتلك صوتًا عذبًا يقاوم به كل منغصات الحياة ونظرة المجتمع الدونية تجاه ذوي الإعاقة، والتي ترى أن المكان الطبيعي للكفيف هو المنزل والرضا بما يقدم له . 


عمل "أحمد" على إنشاء قناة خاصة به على يوتيوب و وصل عدد مشتركيها إلى أكثر من "2000" مشترك، ينتج محتواها ويديرها بنفسه، إلى جانب حساباته المختلفة على شبكات التواصل الإجتماعي، التي يسعى من خلالها إلى إيصال رسالته إلى المجتمع. 


ويضيف: العملية التعليمية هدف رسمته في صغري وأطمح إلى تحقيقه، وهذا الهدف كأي مهمة لأي شخص سواءً مبصر أو غير ذلك، رغم كثير من الصعوبات والعراقيل التي قد تساعده على النجاح أو الفشل . 

ويتابع: نواجه صعوبات في عدم توفر المقررات الدراسية بلغة "برايل" الذي نستطيع التعامل معها في القراءة أو الكتابة خاصة للمكفوفين، فضلاً عن عدم توفرها بصيغة برنامج "word" الذي تستطيع مطبعة "برايل" تحويل النص العادي إلى نص برايل الذي نتعامل معه. 


ويستطرد: هذا يجعلنا نلجأ إلى طلب تسجيل المواد صوتياً من قبل الزملاء، ويتأخر وصول التسجيل إلى قبيل مواعيد الإختبارات بأيام معدودة، ما يصعب علي وزملائيّ مذاكرة و فهم المقررات ويؤدي إلى تدني المستوى التعليمي وهذا ما أخشاه. 


صعوبة المرحلة الجامعية  

يرى "أحمد" أن مرحلة التعليم الجامعي لا تختلف كثيراً عن مرحلة التعليم الأساسي من ناحية إختلاط ذوي الإعاقة بالمبصرين، فقد درست المرحلة الأساسية في مركزي النور وإبصار للمكفوفين، ثم انتقلت في بداية المرحلة الثانوية إلى التعليم في المدارس العامة، وهذا جلعني متعود على الدراسة الجامعية التي تجمع بين المبصرين وذوي الإعاقة. 


ويشير إلى أن هناك إختلاف بسيط بين التعليم الجامعي والأساسي من حيث الشكل والمضمون وهذا شيء بديهي، فمن ناحية المنهج الدراسي في التعليم الأساسي لا يتغير وهو ثابت، والتعليم الجامعي ليس هناك منهج محدد فالمنهج يتغير بتغير مدرس المقرر، وهذا جزء من الصعوبة التي تواجهه.

 

إرادة قوية

يتحدث أحمد عن مواقف تحبيطية تحاول النيل من إرادته مثل النظرة الدونية لفئة ذوي الإعاقة، والنظرة الأخرى المتمثلة في العجز عن مواجهة الحياة، لكنه مرتاح من تقبل المجتمع للمحتوى الذي يقدمه، وله شخصياً، يشعره بالارتياح، وخصوصا أن دور وسائل الاعلام في التوعية بقدرات ذوي الإعاقة  ومهاراتهم، وأنهم جزء من المجتمع ولهم قدرات ومهارات لا تقل شأنًا عن قدرات ومهارت المبصرين، لا يزال بشكل عام غائب تمامًا.


نجاحات  

يعتبر أحمد أنه راض عن نجاحه التعليمي، فقد أكملت المرحلة الثانوية والآن على وشك الحصول على درجة البكالوريوس، إضافة إلى وصوله للناس وإيصال رسائلي إليهم، وكذلك النجاح الذي أفخر به كثيراً هو تغير النظرة القاصرة إلى المكفوفين -على الأقل في المجتمع المحيط بي- و المجتمع الذي وصلت إليه، وأصبح ينظر لي  كشخص طبيعي لا يعيبه شيء. 

يسعى أحمد بعد إكمال دراسته في كلية الإعلام إلى إنشاء مؤسسة فنية يبرز من خلالها كافة المواهب المدفونة وسط الشباب من ذوي الإعاقة خاصة، و الشباب الموهوبين عامة.


يوضح أحمد أن برنامج "faceover" من شركة "أبل" يساعده في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي و قراءة الرسائل ويحتوي على خصائص ومميزات تساعده على التعامل مع الهاتف، وكذلك إيماءات تسهل عملية التواصل والاتصال بالآخرين، و من  خلال ممارسته يستطيع الكتابة بطريقة مباشرة لا تختلف عن الشخص المبصر. 

وينوه بأن من معوقات النشر في اليوتيوب هو إضافة صور مصغرة، لان التعامل مع الصورة يكون متعب؛ ولكن الفيديوهات سهل التعامل معاها من خلال الصوت. 


رسالة إلى المجتمع  

يوجه رسالة إلى أقرانه من ذوي الإعاقة بقوله: "أنتم لستم عاجزين ولا ضعفاء، لا تيأسوا من كلام الناس حولكم، نعم ! قد تصادفوا كلاما جارحا يحد من معنوياتكم؛ لكن لا تيأسوا، و أي منكم لديه موهبة عليه أن يطورها ويخرجها للناس، ويواجهم بقوة، ولا تظهر أنه ضعيف، ولا تشعرهم أنك عاجز في تقديم شيء، بل على أي كفيف أن يغير نظرة المجتمع نحوه بموقفه، بتصرفه، بأعماله، بنجاحه، بكل الوسائل التي من شأنها أن تحدث تغيير في نظرة المجتمع إليه، وأعتمد على نفسك". 


ويدعو أبناء المجتمع اليمني إلى تقبل المكفوفين وأن يكون واعيين ويشجعوهم ولو بالكلمة الطيبة، ولا يشعروهم أنهم عاجزين عن تحقيق النجاح لمجرد أنهم فقدوا إحدى المزايا، وأن يكونوا بجوارهم دائما".


#قصة_نجاح 

#طالب_يمني