رعوي مشقّر بالمهاجل قادم من القرية..طالب يمني يفوز بجائزة الشارقة "بأشياء لاتخصه"
غالب بن أحمد العاطفي - طالب يمني فائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي

طالب يمني، في منتصف العشرينات من عمره، ومواطن مع سبق الاصرار والترصد، قادم من القرية بكل كفاح القروي وإصراره وعناده.

غالب بن أحمد العاطفي، 25 عاما، ولد في قرية صغيرة تسمى " الجَرِف" بمديرية " ذي السفال " محافظة " إب ".


يقول العاطفي لـ"طالب يمني"، إنه "في الإجازة يهرب من ضوضاء المدينة إلى هدوء القرية وبساطتها، وهناك يخلع حقيبة الطالب وأقلامه وكتبه، ويتفقد شريمه ومعوله والعطيف، رعوي مشقّر بالمهاجل، ومخضّب برائحة الطين والعرق".

ينتظر إطلاق سراح شهادته الجامعية، بعد مضي عام على تخرجه من قسم الصحافة والنشر الالكتروني بكلية الإعلام جامعة صنعاء، ويدرس حاليا اللغة الإنجليزية.


النتيجة الحتمية

يرى العاطفي أن "النجاح بشكل عام هو النتيجة الحتمية والمكافأة المنطقية للجهود المبذولة في هذا المجال أو ذاك... فلا نجاح بلا جهود حقيقية، ولا جهود حقيقية تذهب سدى..".

ويضيف: "أما نجاحي في الفوز بجائزة الشارقة فيعني لي أن تجربتي الشعرية أصبحت ناضجة بما يكفي لتحصل على جواز ظهور للنور، هذا الفوز مثل لي اعترافًا بي كشاعر له الحقُّ في أن يجهر بقصائده في زمن يستبيح حق الإنسان في التعبير، ويضع الشاعرَ على الهامش دائما من كل شيء، ولا شك أن هذا الفوز يعتبر دافعًا ومحرضًا للاستمرار في ارتكاب هذا الشقاء الإنساني اللذيذ الذي أسمه الشعر.. وسيكون لهذا النجاح أثر كبير مستقبل تجربتي الشعرية التي ما تزال في بداياتها".


قفزت من الفرح 

ويتابع: "من الصعب جدا على الإنسان _ حتى ولو كان شاعرا _ أن يصف شعوره في تلك اللحظة التي يدرك فيها أنه حقق شيئا لطالما حلم به...". 

ويردف: "كنت نائما ذلك الصباح حينما رن هاتفي، فتحت عينيَّ بتثاقل لأرى من المتصل، كان الرقم المتصل مجهولا لذلك تجاهلته ولم أرد عليه في المرة الأولى... في المرة الثانية حدقت في الرقم فعرفت أنه إماراتي، وعلى الفور تذكرت جائزة الشارقة وقفزت من الفرح من قبل أن أرد عليه..😁✋ ".

ويضيف قائلا: "وما زاد من سعادتي هو احتفاء أصدقاء الحرف بهذا الفوز، لقد جعلوني أشعر بالفخر الشديد بيمنيتي أولا، وبالإنجاز الذي حققته ثانيا.. ويا لها من سعادة وأنت ترى نجاحك وقد تجاوز كونه نجاحا شخصيا إلى اعتباره نجاحا عاما للشعر اليمني والثقافة اليمنية بشكل عام... هذا شعور لا طاقة للغة بوصفه". 


هذه الأشياء لاتخصني

وعن ديوانه الفائز "أشياء لا تخصني"؛ قال العاطفي "إنها مجموعة قصائد متباعدة المواضيع والأفكار، ومتباعدة أيضا من حيث تواريخ كتابتها ابتداء من 2019 إلى الأسبوع الذي سبق إرسال مشاركتي إلى بريد الجائزة.... حيث أني ذهبت إلى إرشيف قصائدي واخترت القصائد التي أظنها جميلة ووضعتها في مستند واحد، وحينما جاء وقت اختيار عنوان الديوان أعدت قراءته كاملا فوجدت أنه عبارة عن مجموعة قصائد متفرقة، تدور أفكارها حول قضايا وهموم عامة، وتعبر عن مشاعر إنسانية بعيدة عن الإطار الشخصي، أو التجربة الذاتية... ولذلك أسميتها أشياء كثيرة لا تخصني".


لا تستسلموا ياطلبة اليمن

وعن الرسالة التي يوجهها لطلبة اليمن؛ يضيف: رسالتي لطلبة اليمن _ وأنا واحد منهم طبعا _ هي أن لا ييأسوا مهما كانت الظروف، ولا يستسلموا للعقبات الكثيرة التي تعترض طريقهم نحو النجاح، وأن يكثفوا جهودهم في تنمية وتطوير تلك الجوانب التي يعتقدون أنها ستقودهم إلى النجاح في هذا المجال أو ذاك... لا تيأسوا ولا تستعجلوا يا رفاق، ولا توسعوا دوائر اهتماماتكم بشكل يجعلكم تفقدون السيطرة عليها ويشعركم بالشتات.. اعثروا على جوانب الإبداع التي تمتلكونها وخصصوا معظم وقتكم وجهدكم لتنمية هذه الجوانب وتطويرها، وحتما سوف تؤتي جهودكم هذه ثمارها. فمن سار على الدرب وصل. 

#وبس_خلاص😁✋


#قصة_نجاح 

#طالب_يمني